بقلم لطفي حريز
الموسيقى هي غذاء الروح ولغة عالمية لا تعرف حواجز الثقافة واللغة، لكن الذوق الشخصي يصنع ذوقنا في الموسيقى وهو أمر يختلف من شخص لآخر، اليوم سنتحدث عن الفنانة والمطربة صفية المكي لإن لم تكن من المشاهير لدى عامة الناس في هذا الزمن، زمن الطرشان والعميان إلا أنها تعتبر أيقونة الطرب الأصيل لكلّ من إستمع لصوتها، فقد أهدت الجماهير أجمل الأغاني وأعذبها وأكثرها قربا من النفوس فالجميع تقريبا يتّفقون على حلاوة صوتها وعلى صفائه، وإن أبرز ما يبقى في الذاكرة عندما يأتي الذكر على صفية المكي دماثة أخلاقها وتواضعها وأدبها وذوقها وتحضّرها وأناقة حضورها وهي خصال لابد من التأكيد عليها في زمن صار البحث فيه عن هذه الصفات عندنا كالبحث عن إبرة وسط أكوام من التبن. نشأت هذه الفنانة في عائلة فنية فقد كان والدها رحمه الله يستمع دائما إلى الأغاني الطربية من خلال آلة الحاكي والاسطوانات لعمالقة الفن على غرار الفنانة شهرزاد وسعاد محمد وفايزة احمد والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وعبد المطلب وأيضا عظماء الطرب التونسي مثل الهادي الجويني والسيدة نعمة والسيدة علية والفنانة صليحة، من هنا كانت البداية للمطربة الأصيلة صفية المكي حيث كانت تحفظ تلك الأغاني وترددها ، ومنها شاركت في برنامج بين المعاهد بأغنية ” أنا في انتظارك” لأم كلثوم وكانت معها الفنانة لطيفة العرفاوي التي غنت ” كويتني كواتك “، وبعدها انخرطت سنة 1996 لدراسة الموسيقى بنهج سيدي صابر حيث تتلمذت على يد الاستاذ خالد السديري رحمه الله الذي شجعها للمشاركة في مهرجان منزل تميم أين تحصلت على شهادة شكر وتقديرا لأدائها المتميز من مدير المهرجان وتتالت المشاركات سواء في الحفلات أو التظاهرات الثقافية الفنية، وأيضا في مهرجانات سنتي 2004 و2005 مع عدة فرق موسيقية، وهي الآن موجودة بصوتها وأغانيها بصفة دورية مع جمعية احباء موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ورئيسها الفنان عباس مقدّم حيث تواصل مسيرتها الفنية بكل ثبات بصوتها الذي يتسلل إلى روح ووجدان المتلقي.